أنهيتُ عملي وسارعت إلى تبديل ثيابي استعدادًا لحضور اجتماع الأهالي في مدرسة محسن. سألتهُ إن كان قلقًا بشأن هذا الاجتماع، فنفى مؤكدًا أنّني اطلعت على نتائج امتحاناته الشهريّة، ثمّ نبّهني إلى أنّ ارتداء النّظارة الشمسيّة لا يبدو مناسبًا في هذا الجو الماطر.
تبادلتُ مع والدتي التّحيّة وشكرتها لأنّها تبرّعت بإيصالي إلى المدرسة وهي في طريقها إلى مشتلٍ قريب لشراء نباتات الزّينة. فكّرت أنّ الجو غير مناسب أيضًا لممارسة هوايتها الرومانسيّة، ثمّ شعرت بالامتنان لهذه المصادفة، إذ جنّبتني معاناة توقيف سيّارة أجرة واحتمال ثرثرة السّائق أو سوء مزاجه، ومواقف أخرى أتعرض لها منذ بعتُ سيارتي قبل عامين في خطوةٍ عمليّة بعد اتخاذي قرار العمل من داخل المنزل عبر الإنترنت.
مدرسة محسن تقع في ناعور، وهي من المدارس القديمة العريقة التي لم تلوثّها شهوة الدينار؛ التعليم فيها جيّد جدا، والأقساط مناسبة، ولا يوجد لدي أيّة ملاحظات سلبيّة حولها، أمّا محسن فطفل ذكي ومحبوب، وأنا فخورة بنتائجه لأنّها جهوده الفرديّة، وأظن أنني الأمّ الوحيدة -في محيطي على الأقل- التي لا تمارس عادة تدريس ابنها وتفضّل أن يتحمّل مسؤوليّة نفسه حتى لو حصل على نتائج أقل إبهارًا.
عملت ساعتين بعد عودتي إلى المنزل، ثم خرجنا لزيارة بيت خالتي وتناولنا طعام الغداء هناك.
عدتُ مساءً لمزاولة عملي، وأجريت بعض المراسلات، تحدثت مع محسن. أجريت محادثة فيسبوكيّة، ثم أكملت قراءة رواية "حفلة التّفاهة" لـ كونديرا، وها أنذا؛ أكتب واجبي اليومي بطريقةٍ آلية تخلو من المتعة، ربما لأنّ النّهار كان مزدحمًا بنشاطات روتينيّة رغم أهميتها.
Comments